بنت مصر

زينب بشير تكتب: مدينة السلام تلبي نداء الأرض

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 كتبت - م. زينب بشير 

العالم يتابع بشغف قمة المناخ cop27  المنعقدة في مدينة شرم الشيخ، وتتجه الأنظار حولها، وتتعلق الآمال بما يدور في القمة بحثاً عن الخروج بتوصيات قابلة للتطبيق، وتساعد على الحد مما آلت له التغيرات المناخية، تلك المدينة التي تزينت في أبهي صورها لتستقبل ضيوف العالم، والتي تحولت إلى مدينة خضراء وذكية، ومُؤمَنة، حيث الفنادق تعمل بالطاقة الشمسية وإنترنت فائق السرعة في حدث فريد قلما يجتمع العالم على هدف واحد.

الجميع لديهم وجه نظر واحدة مجابهة التغيرات المناخية، وأن هذا الأمر لم يعد ترفاً بل واقعا، فقمة المناخ الحالية تعقد في ظروف بيئة متدهورة جراء التغيرات المناخية. 

وفي خضم ذلك، ومنذ الإعلان عن انعقاد مؤتمر المناخ في مصر ، وكل الجهود منصبة حول هذا الحدث العالمي، ومدينة شرم الشيخ أصبحت مدينة لا تنام حتى تتحول للأخضر، والكل يشارك في ذلك، حكومة، ومجتمع مدني، وغيرهما من شركاء التنمية، ولقد كنت عن قرب في ذلك وبالتعاون مع جامعة الملك سالمان قد ساهمت في مشاركة 12 طالبا مصريا في اجتماع المائدة المستديرة حول الأجندة y4s الأفريقية، ومبادرة "مصدر للطاقة النظيفة"، بالتعاون مع اليونيدو وشركة سيمنز للطاقة  وهو برنامج افتراضي مصمم  للطلاب والمهنيين الشباب من أكثر من 13 دولة يجتمعون معا للتواصل وإبتكار الحلول مع الحكومات والخبراء.

وقد ناقشت المبادرة عديد من الموضوعات الحاسمة مثل الزراعة المستدامة، ومستقبل الغذاء ودور الشباب الأفريقي في قيادة إنتقال الطاقة net zero   وتمكين الجيل القادم من رواد الأعمال والحلول في أفريقيا  وتمكين مشاركة الشباب الأفريقي في صنع القرار المناخي، وقد كان الشباب المصري على قدر الثقة والمسئولية في إظهار مهاراته وقدراته في طرح الحلول في ظل أحدث الطرق العالمية الحديثة المتبعة عالميا. 

إننا نزرع في أبناء المستقبل التوعية بخطورة ظاهرة التغيرات المناخية وما يمكن أن تؤول إليه الحياة في حالة إذا استمر التدهور البيئي وطغيان الإنسان على البيئة، رغم إدراكه خطورة ذلك، فالعالم اليوم، متقدم ونامي، في غير مأمن من تأثير التغيرات المناخية والطبيعة بطبيعتها متمردة على من يحاول أن يلوثها ويجعل الإنبعاثات الحرارية فوق المستوى العادي، حيث تتغير أنماط الطقس وينعكس ذلك على كل مناحي الحياة. 

إن حجم الحضور في القمة الذي يصل إلي 150 رئيس وملك ورئيس حكومة، وأكثر من 40 ألف مشارك يعكس أهمية المؤتمر،وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية الذي يدعم القمة منذ الإعلان عن تنظيم مصر لها والفعاليات المتنوعة لدولة الإمارات داخلها من خلال وفد رفيع المستوي ".

ثقتي كبيرة بأن قمة المناخ التي تعقد في مدينة السلام ستكون مخرجاتها استراتيجية عمل لمجابهة التغيرات المناخية وتكون قابلة للتطبيق، وأن يكون لدى الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والصين، وأوروبا والتي لها نصيب كبير من نسبة التلوث، خطوات فاعلة في الحد من الانبعاثات جراء التطور والتقدم الهائل.

 أما الدول النامية تدفع فاتورة الغير بسبب تزايد النشاطات الصناعية، وهو ما يعرف بغياب العدالة المناخية، ننتظر أن تكون قمة الأرض لإنقاذ كوكب الأرض  من خطر حقيقي، وقائم يطل كل يوما علينا وخطره يزداد يوماً بعد آخر.